كيف نستطيع أن نحب جارنا المسلم
إن مقدار عدد الأجوبة على هذا السؤال هو بمقدار عدد الطرق لعمل الصالح وغير الخاطىء. (اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَصْنَعُ شَرًّا لِلْقَرِيبِ، فَالْمَحَبَّةُ هِيَ تَكْمِيلُ النَّامُوسِ.) الرسالة الى اهل رومية ١٠:١٣. (الْمَحَبَّةُ تَتَأَنَّى وَتَرْفُقُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَحْسِدُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَتَفَاخَرُ، وَلاَ تَنْتَفِخُ.) الرسالة بولس الأولى الى اهل كورنثس١٣: ٤. هنا بعض الأشياء التي كما تبدو لي، بحاجة للتأكيد عليها في عصرنا الحالي أو في أيامنا هذه.
المستجدًات: لم يكن القصد من ذكر محبة اعدائنا الى التلميح بأن كل المسلمين يشعرون أو يعاملون المسيحين بعداوة. انّ أغلبيتهمً مضيافين، لطفاء، و وديين. النقطة الأساسيّة هي انه لو عاملنا أحدهم بعداوة (مهما كانت ديانته) لزاماً علينا الإستمرار بالمحبة.
وهناك حاجة الى توضيح آخر في سياق موضوع اليوم. عندما أقول بأن المحبًة تدعونا إلى عمل الصالح بطريقة عمليّة التي ترضي الحاجة الجسديّة، لا أعني بأن هذه المساعدة تشترط بأن يصبح المسلم مسيحيّاً. المحبة العمليًة ماهي إلاً شهادة عن محبة المسيح. الشهادة التي يجب عدم حجبها حيث الحاجة الماسّة إليّها. فإعتناق لمذهب جديد بالفرض أو بالقوة أو بنتيجة رشوة يتعارض مع الطبيعة ألأساسيّة للإيمان بالمخلّص. هذا ألإيمان نابع من حريّة القبول بيسوع المخلص والسيد وكنزنا ألأسمى. هو ليس الطريق الى الكنز. بل هو الكنز نفسه.
١. صلّي لينعم الّذين يحبونك أو يبغيضونك بأكمل بركات المسيح
- الإنجيل بحسب لوقا ٦: ٢٨- بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ.
- رسالة بولس الى اهل رومية ١٢: ١٤ - بَارِكُوا عَلَى الَّذِينَ يَضْطَهِدُونَكُمْ. بَارِكُوا وَلاَ تَلْعَنُوا.
- رسالة بولس الرسول الأولى الى اهل كورنثوس ٤: ١٢- وَنَتْعَبُ عَامِلِينَ بِأَيْدِينَا. نُشْتَمُ فَنُبَارِكُ. نُضْطَهَدُ فَنَحْتَمِلُ.
٢. أفعل خيراً وعاملهم بطريقة ترضي حاجاتهم الجسديّة
- الإنجيل بحسب لوقا ٦: ٢۷- ...أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ، أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ
- الإنجيل بحسب لوقا ٦: ٣١- وَكَمَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ النَّاسُ بِكُمُ افْعَلُوا أَنْتُمْ أَيْضًا بِهِمْ هكَذَا.
- رسالة بولس الرسول ألأولى الى أهل تسالونيكي ٥: ١٥ انْظُرُوا أَنْ لاَ يُجَازِيَ أَحَدٌ أَحَدًا عَنْ شَرّ بِشَرّ، بَلْ كُلَّ حِينٍ اتَّبِعُوا الْخَيْرَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ وَلِلْجَمِيعِ.
- رسالة بولس الى اهل رومية ١٢: .٢- فَإِنْ جَاعَ عَدُوُّكَ فَأَطْعِمْهُ. وَإِنْ عَطِشَ فَاسْقِهِ. لأَنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ هذَا تَجْمَعْ جَمْرَ نَارٍ عَلَى رَأْسِهِ.
٣. لا تنتقم لنفسك إذا أخطئوا بحقك
- رسالة بطرس الرسول ألأولى ٣:٩- غَيْرَ مُجَازِينَ عَنْ شَرّ بِشَرّ أَوْ عَنْ شَتِيمَةٍ بِشَتِيمَةٍ، بَلْ بِالْعَكْسِ مُبَارِكِينَ، عَالِمِينَ أَنَّكُمْ لِهذَا دُعِيتُمْ لِكَيْ تَرِثُوا بَرَكَةً.
- رسالة بولس الى اهل رومية ١٢:١۷، ١٩- لاَ تُجَازُوا أَحَدًا عَنْ شَرّ بِشَرّ ... لاَ تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، بَلْ أَعْطُوا مَكَانًا لِلْغَضَبِ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ:«لِيَ النَّقْمَةُ أَنَا أُجَازِي يَقُولُ الرَّبُّ."
٤. عشْ مع ألآخرين بسلام قدر إستطاعتك
- رسالة بولس الى اهل رومية ١٢:١٨- إِنْ كَانَ مُمْكِنًا فَحَسَبَ طَاقَتِكُمْ سَالِمُوا جَمِيعَ النَّاسِ.
٥. ناضل ليفرحوا بحريتهم من الخطيئة والإدانة بإخبارهم عن حقيقة يسوع
- الإنجيل بحسب يوحنا ٨: ٣١-٣٢- فَقَالَ يَسُوعُ لِلْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا بِهِ: (إِنَّكُمْ إِنْ ثَبَتُّمْ فِي كَلاَمِي فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ تَلاَمِيذِي، َتَعْرِفُونَ الْحَقَّ، وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ.)
٦. تمنى من الصميم لينضموا إليك في السماء مع ألآب وذلك بأن تريهم الطريق، يسوع المسيح
- رسالة بولس الى اهل رومية ١:١٠ - أَيُّهَا الإِخْوَةُ، إِنَّ مَسَرَّةَ قَلْبِي وَطَلْ بَتِي إِلَى اللهِ لأَجْلِ إِسْرَائِيلَ هِيَ لِلْخَلاَصِ.
- الإنجيل بحسب يوحنا ١٤:٦- قَالَ لَهُ يَسُوعُ: (أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي.)
- الإنجيل بحسب يوحنا ٣: ١٦-... لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.
۷. إقصد أن تفهم معنى ما يقولونه إذ أن تـأكيداتك أو إنتقاداتك تعتمد على المعرفة الحقيقيّة، وليس على أي تحريف أو تشويه
- رسالة بولس الرسول الأولى الى اهل كورنثوس١٣:٦ - المحبة لاَ تَفْرَحُ بِالإِثْمِ بَلْ تَفْرَحُ بِالْحَقِّ.
٨. حذّرهم باكياً بأن هؤلاء الّذين لا يقبلون يسوع المسيح مصلوباً ومخلّصاً حيّ والّذي حمل خطايا العالم أجمع على كاهله، سيهلكون لا محالة وسينزل غضب الّله عليهم
- الإنجيل بحسب يوحنا ١: ١٢- وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ.
- رسالة بولس الى اهل رومية .١:٩- لأَنَّكَ إِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ، وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، خَلَصْتَ.
- رسالة بولس الرسول الى اهل فيليبي ٣: ١٨- لأَنَّ كَثِيرِينَ يَسِيرُونَ مِمَّنْ كُنْتُ أَذْكُرُهُمْ لَكُمْ مِرَارًا، وَالآنَ أَذْكُرُهُمْ أَيْضًا بَاكِيًا، وَهُمْ أَعْدَاءُ صَلِيبِ الْمَسِيحِ.
٩. لا توهمهم أو تعطيهم أمل خاطىء بقولك: (المسلمون يعبدون الإله الحقيقي)
هذه العبارة توعز للجميع صورة إجابيّة حول معرفة المسلم ومحبته وإجلاله للإله الحقيقي. ولكن يسوع يأخذ من ردة فعل الإنسان له إمتحاناً شخصي لصحة ردة فعل ألإنسان للإله. وإللّه واضح بانه إذا رفضه الإنسان كإلاه سماوي، الواهب حياته كفدية للخطايا والّذي قام من بين الأموات - هذا الإنسان لا يعرف المحبة ولا يجّل الإله الحقيقي.
- الإنجيل بحسب يوحنا ٨: ١٩- فَقَالُوا لَهُ:«أَيْنَ هُوَ أَبُوكَ؟» أَجَابَ يَسُوعُ: «لَسْتُمْ تَعْرِفُونَنِي أَنَا وَلاَ أَبِي. لَوْ عَرَفْتُمُونِي لَعَرَفْتُمْ أَبِي أَيْضًا."
- الإنجيل بحسب يوحنا ٥: ٢٣- ... مَنْ لاَ يُكْرِمُ الابْنَ لاَ يُكْرِمُ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَهُ.
- الإنجيل بحسب يوحنا ٥: ٤٢-٤٣- قال يسوع: " وَلكِنِّي قَدْ عَرَفْتُكُمْ أَنْ لَيْسَتْ لَكُمْ مَحَبَّةُ اللهِ فِي أَنْفُسِكُمْ. 43أَنَا قَدْ أَتَيْتُ بِاسْمِ أَبِي وَلَسْتُمْ تَقْبَلُونَنِي. إِنْ أَتَى آخَرُ بِاسْمِ نَفْسِهِ فَذلِكَ تَقْبَلُونَهُ.."
المحبة لا تضلل المسلمون أو هؤلاء الّذين يهتمون بالمسلمين، بقولها بأنهم (يعرفون) أو (يجلّون) ويحبون الإله الحقيقي عندما لا يقبلون المسيح. ليس بإستطاعتنا رؤية قلوب الناس، فكيف يمكننا معرفة إذا كانوا حقاً يعرفون ويجلّون ويحبون ألإله الحقيقي. إننا نقدم حياتنا لنُعرفهم على المسيح. فإذا قبلوا به، فهم حقاً يعرفون ويجلّون ويحبون الّله. وإذا لم يفعلوا هذا، كان به. فالمسيح هو ألإمتحان.
هذا هو المغزى ألأساسي لكلام المسيح في الإنجيل بحسب لوقا .١: ١٦ (... وَالَّذِي يُرْذِلُنِي يُرْذِلُ الَّذِي أَرْسَلَنِ)، وفي الإنجيل بحسب متى .١: .٤ (... وَمَنْ يَقْبَلُني يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)، وفي الإنجيل بحسب يوحنا ٥: ٤٦ (لأَنَّكُمْ لَوْ كُنْتُمْ تُصَدِّقُونَ مُوسَى لَكُنْتُمْ تُصَدِّقُونَنِي، لأَنَّهُ هُوَ كَتَبَ عَنِّي.)
فأحب عمل يمكن أن نفعله للمسلمين أو إلى أي إنسان آخر، هو إخبارهم بالحقيقة الكاملة عن يسوع المسيح في إطار عنايته القربانيّة لأجلهم وإستعداده ليتألم عوضاً عنهم ،على أن يتخلى عنهم، ومن ثم نترجاهم ليُبتعدوا عن (وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي) الإنجيل بحسب مرقس ۷: ۷ ويقبلوا المسيح المصلوب الحي مخلصاً لخطاياهم وأملهم في الحياة الأبديّة. هذا هو أسمى درجات سعادتنا - حصولنا على أخوة وأخوات من المسلمين في العالم.